جاءت كلمات زعماء الدول العربية والإسلامية في قمة الدوحة تعتبر البند الأقوى في بيان القمة ولو مجازاً، فقد جاءت قوية وتحمل تحذيرات واضحة للكيان الإسرائيلي، وحملت رسائل مباشرة للحكومة المتطرفة في تل أبيب، وفي لفتة مهمة توجهت كلمات الزعماء إلى الشعب الإسرائيلي بتحذيرات واضحة من تبعات مخاطر سياسة رئيس الحكومة المتطرف، والحكومة الأكثر تطرفاً، على مستقبل الأوضاع بالنسبة لإسرائيل، خاصة تلك التي تتعلق باتفاقيات السلام مع إسرائيل، واي اتفاقيات قادمة.
وحملت فقرات مهمة في البيان الختامي للقمة معانٍ مباشرة، خاصة ما يتعلق بمراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، وتنسيق الجهود من أجل تعليق عضويتها بالأمم المتحدة.
الكلمات ومحتوى البيان بشكل عام أضافا حالة من الراحة للشارع العربي، عن تلك القمم السابقة، وكان الأهم النص على دعوة جميع الدول إلى اتخاذ كافة التدابير القانونية والفعالة الممكنة لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك دعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفلاتها من العقاب ومساءلتها عن آثارها وجرائمها، وفرض العقوبات عليها، وتعليق تزويدها بالأسلحة والذخائر والمواد العسكرية أو نقلها أو عبورها، ومباشرة الإجراءات القانونية ضدها.
من أهم النقاط التي تضمنها البيان الختامي لقمة الدوحة، تكليف الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الأطراف في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وبما يتسق مع التزاماتها بموجب القانون الدولي. وفي إشارة إلى مطاردة الإرهابي "بنيامين نتنياهو" وعصابته للمحاكمة، تم النص على اتخاذ جميع التدابير الممكنة ضمن أطرها القانونية الوطنية لدعم تنفيذ أوامر القبض الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر 2024 ضد مرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، مع العمل على امتثال إسرائيل، بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال لالتزاماتها الملزمة بموجب التدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية بتاريخ 26 يناير 2024 في قضية "تطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة.
واختار الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضمن رسائله مخاطبة شعب إسرائيل، محذراً " ما يجرى حاليًا يقوض مستقبل السلام، ويهدد أمنكم، وأمن جميع شعوب المنطقة، ويضع العراقيل أمام أي فرص لأية اتفاقيات سلام جديدة، بل ويجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة، وحينها ستكون العواقب وخيمة، وذلك بعودة المنطقة إلى أجواء الصراع، وضياع ما تحقق من جهود تاريخية لبناء السلام، ومكاسب تحققت من ورائه، وهو ثمن سندفعه جميعا بلا استثناء؛ فلا تسمحوا بأن تذهب جهود أسلافنا من أجل السلام سدى، ويكون الندم حينها بلا جدوى"، وذلك في إشارة واضحة جداً بأن اتفاقيات السلام مع إسرائيل على المحك.
وفي رسالة للعالم كله، قال "من المهم إدراك العالم أن سياسات إسرائيل، تقوض فرص السلام بالمنطقة، وتضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية، والأعراف المستقرة والقيم الإنسانية، وأن استمرار هذا السلوك، لن يجلب سوى المزيد من التوتر، وعدم الاستقرار للمنطقة بأسرها، على نحو سيكون له تبعات خطيرة على الأمن الدولي".
وعلى إسرائيل أن تستوعب، أن أمنها وسلامتها، لن يتحققا بسياسات القوة والاعتداء، بل بالالتزام بالقانون الدولي، واحترام سيادة الدول العربية والإسلامية، وأن سيادة تلك الدول، لا يمكن أن تمس تحت أي ذريعة، وهذه مبادئ غير قابلة للمساومة."
ومن المهم أن نأخذ بعين الاعتبار أن كلمات قادة الدول في القمة جزء مهم من مخرجاتها، ومنها ما جاء مباشرا، مثل ما قاله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، إن "القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة هي رسالة واضحة في وجه إرهاب الدولة الإسرائيلي بحق منطقتنا، وأن مخرجاتها بشكل فاعل في تكثيف عملنا المشترك وتنسيق مواقف وتدابير بلداننا، بما يوحد الكلمة والصف ضد هذا الهجوم الغادر".
اتفاق في الكلمات، فرئيس وزراء العراق دعا إلى موقف عربي وإسلامي موحد لمواجهة الاعتداءات الإقليمية، والرئيس التركي، أكد على أن العدوان الإسرائيلي المتصاعد بات يشكل تهديدا مباشرا لمنطقتنا، وطالب الرئيس الفلسطيني المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل على جرائمها وعدوانها المتكرر ضد الشعوب
ولفت الرئيس الإيراني إلى أن كل الدول العربية والإسلامية ليست بمنأى عن هجمات إسرائيل ولا خيار أمامنا سوى توحيد صفوفنا، فيما دعت باكستان إلى تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، فيما شدد الرئيس السوري على لمّ الشمل لتعظيم قوة الدول العربية والإسلامية، وفي نفس الإطار جاءت كلمات العاهل الأردني، والرئيس اللبناني، وغيرهم.
وبقراءة متأنية يمكن اعتبار كلمات المشاركين في القمة هي البند الإضافي للبيان الختامي.
----------------------------------
بقلم: محمود الحضري